ظاهرة الزلازل والانهيارات الأرضية أصبحت حيث الإنسان المعاصر .
الإنسان العادي لم يجد لها برهانا واضحا أو مدلولا يُعرف منه السبب في حدوثها .
الناس العاديين البسطاء في الفكر ذهبوا إلي العلماء المهتمين بمجال العلوم الكونية لعلهم يجدوا الإجابة عندهم .
علماء الكون أصبحوا علي وتيرة فكرية واحدة وكأن كوكب الأرض أمام أعينهم من حيث التأسيس البنياني وتغطية هذا الأساس .
خرجوا العلماء في الوقت المعاصر بنظريات كونية وبراهين علمية اجمعوا عليها بأنها الحقيقة المتناهية وألا رجعة في نظرياتها .
كوكب الأرض أصبح قرية صغيرة ، أي إذا كان عالما في مكان ما أذاع أن سبب حدوث الزلازل والانهيارات الأرضية ترجع إلي تحرك الصفائح أو الرقائق الأرضية مما تسبب في حدوث الزلازل والانهيارات الأرضية سرعان ما تجتمع جفون العلماء المهتمين بعلم الزلازل ويخرجوا بالقول الواحد بااااااان ما قاله هذا العالم هو الصدق المقنن .
السبب في موافقتهم علي هذه التصريحات العلمية لأنهم لم يجدوا نظرية تخرج وتنادي بعكس ما قد قيل من قبل عالم آخر تنادي بنظرية منطقية القول .
لذلك فالأفضل الموافقة والصمت أمام تلك النظرية التي خرجت عليهم .
مبدأ العلماء كمبدأ المهتمين بعلم الآثار شامبيليون خرج عليهم بوصوله إلي معرفة حل لغز اللغة المصرية القديمة وسرعان ما انتشر علم وصوله إلي معرفة لغز اللغة المصرية القديمة والكل رحب بما قاله شامبيليون ولم يجد معارضا إلا د./ يانج ولكن معارضة د/يانج لم تكن في محلها والسبب أن نظريته لم تجد حظا وافرا والسبب لأنه لم يستطيع الخروج عليهم بنظرية تؤكد صدق ما يقول وعلي ذلك من الصعب أن يجد شامبيليون من يعترض نظريته العلمية لذلك وجدت أقواله صدي واسع وتم تأكيدها والعمل علي نشرها وتثبيتها .
لذلك تجد ما قاله شامبيليون حول اللغة المصرية القديمة ملاقي إقبالا عظيما وذلك خوفا من المعرضة والسبب عدم وجود البديل لعكس ما يقوله.
المقصود بما أقوله أن إذا كانت هناك نظرية أو قضية مرتبطة بالكون أو بالعنصر البشري يجهلها العقل البشري أو بأصح تعبيرا غيبيات لم تفتح أو لم تجد العقل البشري مدلولا أو برهانا واضحا تعرفه غيبيات أو تلك النظرية أو تلك القضية المرتبطة بالكون أو بالعنصر البشري
مثال علي ذلك قصة سد يأجوج ومأجوج قصة السد محفورة في عقول البشرية القديمة والمعاصرة والتي مازالوا يتوارثون ذكراها.
إذا سأل احد العامة علماء الدين أو علماء العلوم الكونية في العصر الماضي او الحاضر تجد أنهم يسيروا علي منوال علمي واحد من حث المبدأ الذي قام به ذو القرنين من كيفية اغلاق السد وكذلك علي وتيرة واحدة من حيث مكان وجود السد علي كوكب الأرض وهاجت وماجت العقول البشرية لعل احدهم يخرج بنظرية جديدة لقصة السد وأيضا لمكان جديد أو وجة آخر لصورة السد في العقول البشرية المعاصرة.
علماء الدين والعلوم الكونية وجدوا أنهم في حيرة عظيمة تكاد تدمر وضعهم المتميز لدي البشرية بأنهم أصحاب العقول التي تنير للبشرية الطريق أمام أعينهم
لكن ما موقف العالم الديني أو علماء العلوم الكونية حينما تمر عليهم نظرية أو قضية و لا يعرف الإجابة ؟
موقف صعب محرج للغاية الكل يرمي ثقله علي هؤلاء العلماء لأنهم أصحاب الفكر المستنير فان لم يجدوا الإجابة عند هؤلاء العلماء لن تجد لهم منزلة بعد ذلك.
الأحوال التي طغت ومرت علي البشرية القديمة والمعاصرة أحوال كثيرة متغيرة لم تكن تسير علي وتيرة ثابتة وكثيرا ما تجد اختلاف وتنوع في الفكر والعقيدة والعادات والتقاليد وكذلك النواحي الاجتماعية مما تسببت في اختلاف الأطوار والعقول والديانات مما جعلتهم ينقسمون لقوميات وأمم مختلفة في نفس العصر وكذلك علي مر العصور بمعني أن البشرية المعاصرة تختلف عن ما مضي منها أو تختلف عن ما يسري معها علي صفحة قصة الحياة وسوف تختلف عما سوف يأتي بعدهم .
كل هذا الاختلاف أو تلك الأحداث جعلت العقول البشرية تنتظر ما هو قادم إليها ولا يفكروا بما حدث لهم سابقا وبذلك حدثت الفجوة التي تسبب في عدم معرفة أو نسيان ما حدث للأمم أو البشرية السابقة
والسبب عدم تثبيت الصفحات القديمة لكي يتم حفظ سطورها في قصة حكاية الحياة خوفا مما هو قادم وخاصة منطقة الشرق الأدنى والتي شملت أحداث لا حصر لها ووقفت شاهدا علي العنصر البشري علي مر العصور.
في الوقت الذي تهدأ صفحة أو حال من أحوال البشرية المعاصرة تجد الكثير من العقول يبدأ اهتمامها بالماضي المرتبط بقوميتهم أو قوميات الأمم التي تجاورهم وغالبا ما تجد ماضي مغالط فيه أو غير كامل معلوماته والسبب يعود كما قلنا من كثرة الأحداث وكثيرا ما يكون مصاحبا لصراعات الأمم مثال ذلك القطر المصري معروف أنه شمل حضارات وأمم عظيمة سطرت أحداثها علي جدران المعابد والأبنية الأثرية التي تشهد توزيعا هائلا علي مساحة القطر المصري وبخلاف ذلك شهدت أحداث عظيمة في الزمن المعاصر أو القريب منا مثل الحضارة اليونانية والرومانية وأيضا بعد دخول الإسلام والصراعات علي الحكم ومحاولات الانفصال الذاتي لكيان الدولة المصرية ويأتي بعد ذلك بوجود التتار ومن قبل الصليبيين وبعد ذلك العثمانيين وبعد ذلك الحملة الفرنسية وعهد محمد علي والاحتلال الانجليزي وبعد ذلك ظهور دولة إسرائيل في منطقة الشرق كل تلك الأحداث جعلت من العقول المعاصرة والقاطنة في منطقة الشرق مليئة بالأحداث مما تسببت في المغالطات وتداخلات الأحداث وأيضا البعد عن حقائق مرتبطة بالحدث نفسه .
البشرية المعاصرة لمنطقة الشرق الأدنى أصبحت لا تفكر في الماضي البعيد والسبب بعد المسافة الزمنية وعدم الوصول إلي أراء أو أفكار أو أي أثر يدلهم ولو علي صفحة ترشدهم إلي أحوال الماضي .
مما تسبب ذلك إلي الاستسلام لأي رأي أو فكر قادم إليهم من الخارج أيا كان عقيدته أو ميوله الفكرية.
شامبيليون كان من ضمن الحملة الفرنسية التي احتلت مصر أي أن نية الحملة علي مصر نية سيئة " من بني علي باطل فهو باطل " .
خرج شامبيليون من فرنسا مع نابليون بونابرت إلي مصر والغرض من الحملة السيطرة علي القطر المصري بأي طريقة أو أسلوب كان .
أي أن النية مبيتة علي كل فرد في الحملة الفرنسية بسوء النية للقطر المصري.
من زعيم أو قائد للحملة وموزعة بعد ذلك علي باقي الحملة حسب دورة أو كونه في الحملة .
فهل يتصور العقل أن الذي قادم إليه من آخر الدنيا مؤجج بالسلاح وعقله مبرمج لقتل كل ما يعترضه يحمل النوايا الحسنة له ولشعبه .
هل من المنطق أن نصدق له قول ؟
لربما كان الأمر تأزم مع الحملة الفرنسية وكان شامبيليون مع الأسري والسبب لأنه لم يكن له خيار إلا حمل السلاح دفاعا عن نفسه وحملته هل للأسير صدق قول .وخاصة أن الحملة في آخر أيامها من مصر خرجت بمعاهدة مع الانجليز كأنهم أسري حرب ولم يستثني الانجليز أي فرد من الحملة بالحجة العلمية أي أن أحد أفراد الحملة عالم ما في مجال ما ولكن الكل في الحملة اعتبروا في موقف حرب وبذلك خرجوا من مصر جميعا كالأسري.
إذا قلنا أن إسرائيل قدمت إلي مصر واحتلتها وبعد فترة خرجت إسرائيل من مصر وخرج عالم في مجال ما وقال ان القطر المصري به نظرية علمية ما . هل الشعب أو العقل المصري سيصدقه
الإجابة معروفة وهي لا لأن المعروف أن إسرائيل لا تُكن أي تعظيم لمصر ولا تريد أن يستطع نجمها لأن ذلك هلاك لدولتهم وإذا كان هذا العالم همه علي مصر ما السبب لكيان دولتهم بقتل ما هو ظاهر وبارز من علماء مصر في مختلف المجالات وخاصة في مجال الذرة.
المقصد هنا أن لا تستطيع أن تأخذ المعلومة الحقيقية من عدوك وإلا أصبحت ندا له بل يريد إضلالك حتى تغرق في بحر الجهالة.
شامبيليون كان من ضمن حملة ترفع شعار الموت والهلاك لمن يعترض مخططها
فكيف يتصور العقل ولو لوهلة بأن الحملة التي قدمت من فرنسا إلي مصر تريد نهب وقتل أهلها والسيطرة علي القطر المصري تخرج منها رجلا يقول أنا أعرف حقيقة الماضي البعيد للقطر المصري .ويعظم تاريخها القديم .
شامبيليون اعتقد أن اللغة المصرية وضعت علي الجدران بسبب بسيط وهو أن المقصود بها في تعريف صاحب المكان أو البناية الأثرية.
شامبيليون ركز علي اللغة المصرية القديمة علي أن المقصد منها تعريف حضارة ما .
شامبيليون بدأ من ما رفضُه الآخرين [ أهل العلم من الأديان ]وبدأ يسلك طريقا مختلفا عن ما تم ذكره عن الماضي القديم لحضارة القطر المصري.
شامبيليون إعتقد أن الرومان كانوا صادقين في رواياتهم وعن القصص التي رويت عن قياصرهم وزعماء دولتهم الرومانية.
شامبيليون أخذ من القصص والحكايات الموضوعة والمألوفة من الماضي البعيد المرتبط بوجود الرومان في القطر المصري وبدأ يؤسس افتراضاته بل وفكره عن الماضي المصري وينشأ هو الآخر حكايات ويدمجها بما تم ذكره عن الحضارة الرومانية والقطر المصري ومزجه بالحضارات القديمة له.
شامبيليون أحيا قصص وهمية من وحي الخيال بسبب رجال شعوذوا كثير من القصص عن الماضي المصري.
شامبيليون حفر في أذهان العالم كله وخاصة القطر المصري وساعده علي ذلك الإيطاليين الذين أرادوا تفخيم وتعظيم وإعادة صفحات أمجاد أجدادهم أن لكليوباترا وجودا في قصة حكاية الحياة .
شامبيليون أعتقد أن الماضي القديم للشعب المصري مرتبط بقصص الحب والغزل والرومانسية .
شامبيليون دمر عقول البشرية من بعده والمعاصرة بسبب وضع أسسه المزيفة عن اللغة المصرية القديمة.
شامبيليون وغيره من العلماء في ذلك الوقت كانوا واقفين في مفترق طرق أياً من تلك الطرق صحيحا حتى جاء شامبيليون صاحب الحظ السعيد والتعيس في الآخرة أن يختار طريقا أو مسلكا لجذب عقول البشرية إليه .
شامبيليون وجهله دمر ما هو قيم وما هو سامي عن الواقع الحقيقي لحضارات الشرق القديم وأفرض علي البشرية واقع كله حقارة وكرها للماضي المصري بسبب اعتقاده أن القطر المصري ميوله ذات شأن دنيوي لا ارتباط له بأي دين سماوي .
أنت أيها المسلم لم تتذكر قول رسول الاسلام إذا فتحتم مصر خذوا منها جندا فإن بها خير أجناد الله في الأرض .
رسول الاسلام لماذا قال عن أهل مصر ورجالها بهذه المقولة؟
هل أن رسول الاسلام علم من رب السماء أن مصر كانت أرض فساد ونساء وشرب الخمر وعبادة الأوثان والأصنام
أم كان علي علم من رب السماء بأن مصر منبع الأنبياء والرسالات السماوية.
أيهما كان صادق الوعد من الرسول وهل رأيتم في عصر ما بعد ظهور الاسلام أن مصر إقتصرت بحالها عن غيرها ممن طلبوا منها المدد والعون؟
وهل خير أجناد الله كما قال رسول الاسلام يعرفوا رب السماء ويعبدونه أم يكونوا وثنيين لا يعرفوا أن للسماء رب يعبد سواه.
أي منطق أن تخرج رجال بعقولهم ومما يتصورة لهم عقولهم أن مصر كانت لا تعرف أن للسماء والكون رب يعبد .
من الذي وضع الصورة المزيفة للقطر المصري القديم بأنهم كفرة ولا يعرفوا رسل ولا رسالات سماوية و لا حتى قيم أو مبادئ أو حتي أخلاق .
