الثلاثاء، 9 أغسطس 2011

احياء غيب الانباء قابيــــــل وهابيــــــــــل وقصة بعث الغراب إلي الارض


قابيــــــل وهابيــــــــــل
وقصة بعث الغراب إلي الارض
الجزء الثاني



فالغراب وكما هو معروف طائر أسود الوجه سئم الشكل قبيح المنظر حقير المنزلة حتي وصلت هذه المنزلة الي أدني الدرجات بين المخلوقات . غير مستحب الي النفس البشرية وسائر المخلوقات الأخري لحقارته، غير أنه عديم الرحمة ، وهذا يرجع الي أنه حين تخرج صغاره الي الحياة لا يقوم برعايتها وتربيتها أو القيام بتأمينها من الأعداءحتي يعتمدوا علي أنفسهــــــم تاركا الطبيعة وربها ليقوموا بالرعاية والحفاظ علي النوع والسلالــــــــــــة.
فمبعث الغراب إلي قابيل، ما هي إلا توضيحا لقاتل أخيه عن عظيم جرمه ، وأن ما فعله الغراب لأخيه, توضح لقابيل أنه لم يكن في هذه الدرجة أو فــي منزلة الغراب من حيث الرحمة أو التوبة التي لازمته بعد صراعه وقتلـــــه لأخيه, ففطن قابيل المقصد من هذه الرسالة لمـا هو معروف عــن الغراب , وأيقن أن صـراع الغراب ومـا صنعه بعـد قتل أخيـه , ما هو إلا أنها رسالة من رب الكون له ليُظهر له عظيم سوءته في حق البشرية وأنه أغضب رب الكون غضبا عظيما لا تكفير له وأوضح له ذلك عن طريق منزلة الغراب بين سائر المخلوقات.
إن ماتم ذكره في كتب أهل العلم والكتاب من المسلمين من تفسير قصة بعث الغراب أنهم قد إجتمعوا علـــي منهج مشترك لتفسير هــذه القصة والغرض منه وهو أن الغراب حين صارع أخيه وقتله قام بحفــــر ونحت في باطــــن الأرض ليدفن جسد أخيه وتغطيه في التراب , وحين رأي قابيل ما قــام بــه الغراب من صراع حقيقي وتمكنه مــن قتل أخيه ، فطــن من هذه الرسالـــة وبعث رب الكون الغراب لتوضيح عظيم جرم قابيل في حق أخيه وخاصة أنه ترك جسده بعد أن قتله,وقيامه بتنفيذ ما ورد فيها وبدأ بدفن جسد أخيه فــي التراب بعد أن إرتابه الندم علي فعلته في حق أخيه . هذا ماتم تفسيره من أهل الكتاب والعلم من المسلمين , والحقيقة لا تبعُد عن ذلك كثيرا , ولكــن مــا تــم تفسيره يكاد يكــون بالنـــذر اليسير الذي يوضح المضمون الحقيقي والمخيف لهذه القصة .
فاللقصه أبعادا أخري مخيفه لم تحددها الكتب السماويه إلا كتاب المسلمين الذي تعمق في حديث القصة , إلاأن المفسرين من أهل العلم والكتاب لم يتطرقوا أو يتناولوا حديث القصة بكاملها , الأمر الذي أغفل حلقات عظيمة من أنباء وسير وقصص الأولين من ذرية آدم.
هذه الحلقة المفقوده غيرت سيرة وقصة ذرية آدم إلي الظهور في هذه الحقبة الزمنية المعاصره.
فمن المعروف أن قابيل كان علي دراية وعلم تام بأن رب الكـون يفضـل أخــاه عنه،وهذا ماتم ورده وذكره في كتب الأديان السماوية من خلال قصة القربان, وأن آدم وحواء كان هابيل هوالاقرب إلي قلبهما من قابيل ،لعدم تقبل رب الكون إلي قربان قابيل.
هذا ما أغضب سريرة قابيل نحو أخيه حتى أراد أن يقتله , وتملّكت فكرة القتل منه , إلي أن واجه أخيه هابيل بها , وأراد هابيل أن يصرفها عنه ويذكره بمنهج رب السماء إلا أن فكرة القتل كانت ملازمه لقابيل.
لم يكن لهابيل إلا سبيلا واحدا وهو الحفاظ علي عهده مع رب الكون مخافة أن يغضبه في معصية, وألاّ يقوم بمواجهة أخيه بمثل ما يريد فعله من معصية,ومع ذلك فإن الفكرة كانت سائدة ومتشعّبة ومسيطرة علي عقل قابيل حتى مكّنته من القيام بقتل أخيه ، ونال منه بالفعل ولم يدرك قابيل عظيم ما إفتعل من جرم في حق أخيه ورب الكون ، وترك جسد أخيه في العراء مُعرض للجوارح والحيوانات تنهش وتأكل في جسد أخيه ميتا ، إلا أن رب الكون بعث الغراب لتوضيح الرؤية وهي عظيم ما وقع فيه قابيل من جرم عظيم وخطيئة أغضبت رب الكون
إن الغراب حين بعث الي الأرض لم يكن ليصارع أخيه حتى الموت أو أنه يقوم بدفنه في التراب ، ولكن الأمر أفظع من ذلك وأصعب علي العقل البشري أن يستوعبه ، ولم تتناوله أقلام أهل العلم والكتاب من المرابطين والمهتمين بالكتب السماويه وخاصّة كتاب المسلمين ,وهذا يرجع الي عدم ربط الأحاديث الواردة والتي تتكلم وتوضح ما قاله رسول الاسلام عن محتوي الرسالة والمغذي من ورائها , أو أنهم فقدوا الأحاديث ذاتها التي قيلت عن رسول الإسلام أو أنهم إستبعدوها لظنّهم أنها لاتنُسب بالقول الي رسول الاسلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق